الفصل الأول: المبرمج اللي “حاسس حاله مزيف”… أكثر واحد بيستحق مكانه!
من أول يوم دخلت فيه عالم البرمجة، وأنا عارف إن الرحلة طويلة.
كنت أظن إنها بس تعليم لغات جديدة: Java، Python، PHP…
لكن اكتشفت لاحقًا إنها كمان تعليم لغات داخلية… لغة النفس اللي بتصارعك، لغة القلب اللي أحيانًا بيسألك:
“أنت متأكد إنك بتفهم؟ ولا حافظ الكود مثل الببغاء؟”
لحظة… من وين إجى هذا الصوت؟
من الداخل. من مكان ما بين القلب والعقل، اسمه في علم النفس “متلازمة المحتال”.
المشكلة؟
مش إنك ما بتعرف.
المشكلة إنك تعرف… ومع هيك ما بتصدق حالك!
الفصل الثاني: تعريف المتلازمة ببساطة بدون لف ولا دوران
متلازمة المبرمج المحتال (Impostor Syndrome for Developers)
هي حالة نفسية بتخليك تحس إنك ما بتستحق الإنجازات اللي وصلت إلها، حتى لو كنت فعليًا ناجح.
كأنك مزوّر، مزيف، حظك حلو… لكن مو كفؤ.
بتحس حالك ممثل ناجح بلعب دور المبرمج،
مش مبرمج حقيقي.
“أنا بس بحفظ الكود من ستاك أوفرفلو.”
“أنا هيك نجحت بالصدفة.”
“مشكلتي ما بستحق هالوظيفة، قريبًا راح يكتشفوا حقيقتي.”
والمشكلة الأكبر؟
إنه كل ما تتقدم أكثر، يزيد شعورك بالتزييف!
الفصل الثالث: ليش المبرمجين بالذات أكثر ناس بيحسوا بهاي المتلازمة؟
1. 💻 لأن المجال سريع جدًا
كل يوم Framework جديدة، كل ساعة مكتبة جديدة، كل ثانية تحديث على بايثون، نود، ريأكت…
كيف ما تحس حالك متأخر؟
2. 🧠 لأننا مهووسين بالكمال
المبرمج بطبعه عقلاني، منطقي، يبحث عن الكود الأنظف، الحلّ الأسرع.
ولما ما يوصله، بلوم حاله، مو التكنولوجيا.
3. 📸 لأن السوشال ميديا بتكذب
الكل على LinkedIn صار “Senior Software Engineer” وهو عمره 21.
ومشاريع مفتوحة المصدر وكلها 🌟 500 نجمة على GitHub…
وإنت بالكاد لحقّت تقرأ توثيق Vue.
4. 🤝 لأننا بنقارن أكتر ما بنشجع
ما بنشوف إنه غيرنا مر بمراحل، بنقارن أول سطر كود كتبناه مع أفضل مشروع عمله شخص عنده 7 سنين خبرة!
الفصل الرابع: من يومياتي كمبرمج — لحظة الشك الكبرى
تتذكّر أول مشروع عملته يا محمد؟
أنا بتذكّر تمامًا.
كنت حاسس بالفخر، فرجيت صاحبي، وكان رده:
“إيش هالتصميم؟ CSS على السريع؟ 😅”
ضحك، وأنا ضحكت… بس جواتي؟
تحطمت شوي. رجعت البيت، مسحت كل الملفات.
ما كملت، حسّيت إني “مو لهيك شغلة”.
لكن الغريب؟
هو ما كان قصده يستهزئ.
وحتى لو قصد… ليش أنا صدقت إنه كلامه = حقيقتي؟
الجواب؟
عقلي متبرمج يصدق النقد أكثر من الإنجاز.
وهون بدأت المتلازمة تشتغل.
الفصل الخامس: شو بيصير جوه دماغك لما تحس إنك “مزيف”؟ – تحليل نفسي برمجي
🧠 1. Amygdala بتتفاعل
هاي غدة الخوف، بتشتغل وقت تحس إنك بخطر.
حتى لو الخطر مش واقعي – زي فقدان مكانتك – بتخلي جسمك يبالغ برد الفعل.
🔄 2. الدماغ بيسوي Loop من التفكير السلبي
كل مرة تنجح؟
العقل يقول: “يمكن حظ!”
كل مرة تفشل؟
العقل يقول: “شايف؟ ما كنت تستحق النجاح!”
🪞 3. وبتصير تصدّق المراية المعطوبة
والمراية هي المقارنة مع غيرك.
وعقلك بيقارن: “هو عنده 10K متابعين على X (تويتر)، أنا عندي 50!”
بس ما بيسألك: “من إمتى بلّشت؟ من وين بلّش؟ شو ظروفك؟ شو عنده من وقت ومصادر مش عندك؟”
الفصل السادس: لما المقارنة تذبحك… الحل مش إنك توقف تطلع، بل إنك توقف “تقارن”
مثال شخصي:
في بداية تعلمي لـ React.js، شفت واحد على يوتيوب عامل Portfolio 3D مبني بـThree.js وNext.js.
صفنت وسألت نفسي:
“ليش أنا مش قادر أعمل هيك؟ يمكن أنا مو مبرمج حقيقي…”
بس لما فتحت الـConsole تبع موقعه؟
كان فيه 5 أخطاء JS مخفية.
ولما دخلت GitHub تبعه؟
الريبو مستنسخ من Template جاهز 🤯
هون قلت:
“أنا مش أقل. أنا بس مش عم أروّج لحالي زيّه.”
الفصل السابع: الأساليب النفسية للتعامل مع المتلازمة – أدوات برمجية للعقل
1. 📝 “ملف الإنجازات”
اعمل Notion أو Google Doc فيه كل إنجازاتك:
- أول عميل
- أول كود نظيف
- أول مقال كتبته
- أول باج كسّرته
ارجع له كل أسبوع… صدقني، رح يشحنك مثل شحن بطارية لابتوبك على 5%.
2. 🎙️ سجّل لنفسك Voice Note
احكي لنفسك بصوتك: “أنا مش مزيف. أنا تعلّمت، تعبت، وشغال بضمير.”
اسمعه لما تهتز.
3. 📚 اقرأ قصص غيرك
موقع dev.to وhashnode مليان قصص لمبرمجين بيحكوا عن فشلهم ونجاحهم…
راح تكتشف إنك مش وحدك.
4. 💬 فضفض لناس تثق فيهم
مش لازم الكل، لكن صديق أو Mentor أو حتى مساعد ذكي (🙋♂️) – احكي له مشاعرك.
الفصل الثامن: كيف ترد على صوتك الداخلي اللي بيقولك “أنت مو قدها”؟
خليني أقولها بصراحة:
هذا الصوت مش دايمًا عدونا… مرات بيكون حريص عليك.
لكن غالبًا؟ بيكون سامّ مثل مبرمج بيكتب eval()
داخل حلقة for
.
👂 كيف بتعرف الفرق؟
- إذا الصوت بيدفعك للتحسين → كويس.
- إذا الصوت بيشلّك عن العمل → هذا لازم تسكته.
🛠️ كيف تسكته؟
- اسأله: “على أي أساس بتحكي؟”
- رد عليه ببيانات.
“أنا عملت كذا وكذا، اشتغلت مع فلان، خلّصت مشروع، تعلمت X…”
الصوت الداخلي بيحب التهويل، بس ما عنده رد على الحقائق.
“اللي عنده أدلة، يسكت اللي عنده أوهام.” – حكمة من مبرمج ما عاد يطيق صوته الداخلي.
الفصل التاسع: تقنيات نفسية مجربة للخروج من المتلازمة (بأسلوب المبرمجين)
🧩 1. تقنية “الـ Refractoring العقلي”
زي ما بنظّف الكود، لازم ننظّف طريقة تفكيرنا.
قبل: “أنا بعرفش أعمل مشروع كبير”
بعد: “أنا لسه ما طبقت مشروع كبير، لكن عندي المهارات اللازمة أبدأ.”
🔄 2. تقنية “Loop النِعم”
كل يوم، آخر 5 دقايق، اكتب 3 شغلات:
- إشي تعلّمته اليوم
- إشي أنجزته ولو بسيط
- شخص شكرك أو استفاد منك
ليش؟ لأنك بتعيد برمجة دماغك يربط الشغل بالرضا، مش بالتوتر.
📌 3. تقنية “دفتر الأخطاء”
آه، دفتر!
بس مش عشان تعاتب نفسك… عشان تضحك على اللي كنت تشوفه مصيبة، وتفهم قديش كبرت.
أنا مثلاً أول Bug صادفته كنت حاط CSS داخل <script>
😂
لحد اليوم كاتبه في مفكرتي.
الفصل العاشر: روتين يومي لتقوية الثقة بالنفس كمبرمج
أنا ما بحب الروتين “الخشبي”،
لكن في عادات خفيفة بتترك تأثير ضخم:
الوقت | النشاط | الهدف |
---|---|---|
بعد الاستيقاظ | 3 دقائق تأمل أو دعاء | تهدئة التوتر |
بعد أول كوب قهوة | 15 دقيقة كود بسيط | بداية نفسية إيجابية |
بعد الشغل | كتابة سطر واحد عن إنجاز اليوم | تعزيز الإنجاز |
قبل النوم | قراءة شيء مش تقني | توسيع الأفق – أنت أكثر من كود |
التكرار بيخلق الثقة، حتى لو البداية فيها تردد.
الفصل الحادي عشر: كيف تشارك تجربتك بدون خجل؟ (وسيلة لكسر المتلازمة مش لتأكيدها)
بتعرف يا محمد شو اللي كسرني من جوّا؟
أني كنت دايمًا شايف الناس بتنشر “النتائج النهائية”…
وما حدا بيحكي عن الـ Draft، عن التعب، عن الغلطات.
قررت أبدأ أنشر:
- كيف فشلت بإطلاق تطبيق أول مرة
- كيف رفضتني شركات لأني مش “خريج جامعة”
- كيف بعت مشروع بـ5$ وكان يستحق 200$
شو صار؟
الناس صاروا يتواصلوا، يقولوا: “أنا كمان مريت بنفس الشي.”
هيك تحوّلت التجربة من عبء إلى جسـر.
الفصل الثاني عشر: مبرمجين عالميين مرّوا بنفس الشي؟ آه… ويمكن أكثر!
👨💻 Emma Bostian
كانت مهندسة في IBM وSpotify، ومع هيك قالت:
“كنت أدخل كل ميتينغ وأنا خايفة يكتشفوا إني مش قد المقعد.”
👨💻 Brad Traversy
مدرب البرمجة الأشهر…
قال بفيديو شهير:
“أنا فشلت كمبرمج Freelance، وظليت أشتغل شغلات جانبية لسنين، وأنا ما كنت مصدق حالي حتى أنجحت.”
👨💻 Kevin Powell (CSS Master)
نفسه قال على تويتر:
“كنت أحس نفسي ضعيف لأن الكود تبعي مش مثل اللي بشوفه على CodePen… بعدين اكتشفت إنهم نفسهم بيستخدموا CodePen عشان يظهروا بس الأشياء المثالية.”
الرسالة؟
كل حدا بتشوفه نجم… كان يومًا شخص بيبكي قدام error message.
الفصل الثالث عشر: لما تكون المهنة نفسها مصدر الشك… شو تعمل؟
مرات مش إحنا المشكلة…
بل “الصناعة” نفسها هي اللي مريضة.
بيئات العمل أحيانًا:
- بتحط ضغط مبالغ فيه
- بتقارن موظفين ببعضهم
- بتقلل من قيمة الخطأ
شو الحل؟
إذا البيئة سامة وما فيها دعم:
- ابحث عن مجتمع داعم (زي FreeCodeCamp)
- غيّر الوظيفة أو الفريق
- أو حتى ابني مشروعك الخاص من البيت
ثقتك بنفسك أغلى من أي “وظيفة”.
الفصل الرابع عشر: عادات جديدة تتبناها تبعدك عن المتلازمة
- كل أسبوع اقرأ تدوينة عن تجربة فشل ناجحة
- كل شهر علّم أحد أضعف منك
- كل 3 شهور أعد تقييم مهاراتك، مش بناءً على مقارنة، بل بناءً على وين كنت ووين صرت
- كل مرة تيجي تكتب سيرة ذاتية… اقراها بصوت عالي. صدّق إنك أنت كاتبها
الفصل الخامس عشر: متى تطلب المساعدة من مختص؟ ومش عيب أبدًا
في مراحل بتكون فيها المتلازمة مش مجرد شعور…
بل تتحول لأرق، اكتئاب، عزلة، نوبات قلق.
ساعتها؟
لا تنتظر.
ابحث عن دعم نفسي – حتى لو مو وجهًا لوجه.
في أطباء عرب ومختصين بيشتغلوا أونلاين. مثال: Shezlong
إنت مبرمج، بسكرك الكود… افتح قلبك.
الفصل السادس عشر: التحوّل – من شعورك إنك “مزيف”… إلى قائد مشاريع ومستشار تقني
أنت مش ابن النتيجة،
أنت ابن الإرادة.
كل يوم بتمشي فيه خطوة، كل bug كسّرته، كل دورة خلصتها، كل مرة حليت مشكلة بعد 6 ساعات – هاي هي الحقيقة.
“ما وصلت لهون صدفة، بل وصلت لأنك ما وقفت.”
بكرة؟
بتصير mentor.
بتساعد حدا كان بمكانك.
وكل مرة حدا يقولك:
“شكراً… ساعدتني أتعلم.”
ساعتها؟ المتلازمة رح تسكت… وتفهم إنها كانت تخوف فارغ.
الخاتمة الشعرية: إلى كل مبرمج بيشعر إنه مزيف…
“ما كنت محتالًا، ولا كنت دخيل
بل كنت نجّارًا تبني طريقك بالليل
وسطور الكود تشهد، وإن أخطأت ألف مرة
فإنك في كل خطأ، صرت أقرب للميل”
روابط خارجية موثوقة تساعدك أكثر
- The Impostor Syndrome: Harvard Business Review
- dev.to Tag: impostor-syndrome
- Emma Bostian – Personal Blog
اكتشاف المزيد من كود التطور
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.