كيف تظل متحفزًا أثناء تعلم البرمجة؟ | دليلك الصادق من قلب التجربة

المقدمة

هل سبق وفتحت محرر الكود، نظرت إلى الشاشة، وقلت لنفسك: “شو عم أعمل بحالي؟ ليش البرمجة صعبة لهالدرجة؟ ليش كل ما أتعلم شي بحس إني عم أرجع لورا؟”
إذا جاوبت بـ”آه”، فأهلاً وسهلاً بك في نادي كل مبرمج حقيقي. نعم، البرمجة مش سهلة، ولا طريقها مفروش بالورود، لكن لما تعرف كيف تظل متحفز، بتتحول الرحلة من معاناة إلى مغامرة.

أنا محمد، مبرمج عايش البرمجة بدمه، وعانيت مثل غيري من إحباطات كثيرة، من لحظات فقدت فيها الأمل، إلى مواقف قلت فيها: “خلص، يمكن البرمجة مش لإلي”. بس اليوم؟ اليوم أنا هون لأحكيلك كل شي، بصراحة، من قلب التجربة، وأعطيك خطوات فعليًا راح تغيّر نظرتك للدافع والتحفيز.

أولاً: اعرف ليش عم تتعلم البرمجة (الـ “ليش” العميقة)

واحدة من أكثر الأسئلة اللي ساعدتني أستعيد حماسي كانت بسيطة جدًا:

“ليش بلشت تتعلم برمجة بالأصل؟”

ما تحكيني عن الشهادات أو الوظيفة، احكيني من جوّك.
أنا لما بلشت، كنت مفتون بعالم البرمجة. حسّيت إني عم أتعلم لغة أحكي فيها مع الآلة، أخلق أشياء من العدم، أتحكم، أبدع، وأحل مشاكل.
كان عندي حلم: أصنع شي خاص فيني. موقع، أداة، تطبيق. حسيت إنه الكود هو المفتاح.

فلما يختفي الحماس، ارجع للسؤال:
ليش بلشت؟
هل كان بدك حرية؟ شغل عن بعد؟ تبني شي كبير؟ تصنع تطبيق يساعد الناس؟
اكتب هذا السبب، وعلّقه فوق مكتبك. خليه شمعتك اللي ترجعلك وسط العتمة.

ثانيًا: الكورسات مش نهاية العالم – التعلم مش سباق!

تعرف شو أكثر لحظة قتلت دوافعي؟
لما شفت ناس على يوتيوب بيقولوا: “تعلمت الجافاسكربت بـ 3 أيام وصنعت تطبيق كامل!”
هون حسّيت إني متخلف برمجيًا. لأني صارلي شهرين ولسّا عم أتعلم الفاريبلز.

بس مع الوقت فهمت الحقيقة:
90٪ من اللي بيقولوا هيك… بيبالغوا.

البرمجة بتاخد وقت. الكورسات حلوة، بس التعلم الحقيقي بيصير وقت تشتغل مشروع، تغلط، تطلع error، تدور، تتعب، وتتعلم.

أنا مثلًا، أول مرة تعلمت PHP حسّيت حالي بقرأ لغة من العصر الحجري. بس بعد ما اشتغلت أول موقع… صار عندي دافع أتعلم أكتر، ووقتها حبيت اللغة بدل ما ألعنها.

نصيحتي؟
اترك الكورسات شوي واشتغل مشروع بسيط.
حتى لو Calculator، حتى لو صفحة “نبذة عني” بلغة HTML. المشروع بيولد الحماس.

ثالثًا: الإحباط طبيعي، بس لا تخلّيه يقودك

في لحظة معينة، حسّيت إني بدي أعتزل الكود. كنت عم أتعلم React، وكل ما أكتب كود، يطلعلي خطأ جديد.
قعدت يومين بلا كود، محبط، فاضي، حاسس إني ضيعت وقتي.

بس فجأة، خطرلي سؤال:

“طيب، إذا بطّلت، شو رح تعمل؟ شو البديل؟”

وما لقيت جواب يشبعني.

هون رجعت، وقلت لحالي: إذا أصعب لحظاتك هي وقت تتعلم شي صعب… فهنيئًا لك، لأنك ماشي بالاتجاه الصح.

الإحباط مش عدوك، هو إشارة إنك خرجت من منطقة الراحة.
وهون، هون بالضبط، بيبدأ التعلم الحقيقي.

رابعًا: التنويع هو الحل السحري ضد الملل

تعرف شو بيقتل الدافع؟
الروتين.
نفس الكورس، نفس الواجهة السودا، نفس الصوت، نفس الفيديوهات.

غيّر.
بدل من تتعلم من فيديوهات، اقرأ مقالات.
بدل من تقرأ، جرب بودكاستات برمجية.
بدل من الجلوس، امشِ وانت تسمع بودكاست عن تقنيات جديدة.
بدل من تتعلم كود، اقعد وحلل كود مفتوح المصدر.

خليني أحكيلك عن يوم قررت أعمل بث مباشر على يوتيوب وأنا أبرمج.
أنا مش من النوع يلي يحب الكاميرا، بس التجربة كانت نارية. فجأة، صار في ناس تشوفني، تسأل، تشجع.
صرت متحمس أتعلم أكتر، لأني ما عدت لحالي.

خامسًا: تذكّر… البرمجة مهنة صبر، مو ذكاء خارق

الناس بيفكروا المبرمج لازم يكون “عبقري”.
لا، صدقني، ما لازم تكون آينشتاين لتكتب كود.

البرمجة = شخص عنده صبر، وبيحاول كل مرة، لحد ما ينجح.
أنا بعرف طلاب ثانوية شاطرين بالكود أكتر من مهندسين، بس لأنهم صبورين، ومش خايفين من الغلط.

أنا؟ كتبت كود خلا الموقع ينهار أمام العميل أول مرة. 😅
بس رجعت، قرأت، صلّحت، وتعلمت، وصرت أكتب كود نظيف ومنظم.
الخطأ معلّم، مو عدو.

سادسًا: لا تتعلّم لحالك – كوّن مجتمعك

من أكبر الأخطاء اللي عملتها إني ضليت أتعلم لحالي، بصمت.
كان عندي شعور: “ما بدي حدا يضحك عليي إذا سألت سؤال بسيط”.

بس لما دخلت مجتمع مبرمجين على تيليجرام، حسّيت كأني انتقلت لعالم جديد.
كل سؤال كنت أخاف أسأله، لقيت غيري سأل مثله.

مجتمع المبرمجين = محفّز طبيعي.
شارِك مشروعك. انشر سؤال. اعمل صداقات. احضر هاكاثونات.
الناس رح تشاركك الحماس، وتساعدك وقت تنكسر.

وإذا بتحب موقع تواصل اجتماعي برمجي، جرّب dev.to أو حتى Stack Overflow بس من زاوية “المساعدة” مش بس “الحلول”.

سابعًا: دوّن إنجازاتك الصغيرة، واكتب كل خطوة

كل سطر كود كتبته هو إنجاز.

أنا صرت أكتب كل شي تعلمته بيوميات بسيطة:

بمرور الوقت، صارت هاي القوائم تثبتلي إني عم أتقدم.
وصرت أنظر للوراء وأقول: “واو، أنا اللي كنت أخاف من المتغيرات، هيني اليوم بنيت أداة كاملة!”

ثامنًا: خذ استراحة وقت تحتاج، بس لا تنسحب

أحيانًا العقل بيحتاج شحن.
إذا وصلت لمرحلة الانفجار، خذ استراحة. يوم، يومين، أسبوع؟ عادي.
بس لا تقول “خلص، بدي أترك البرمجة”.

أنا أخذت استراحة شهر زمان. رجعت وأنا متلهف للكود كأني أول مرة بشوفه.

الاستراحة الذكية = صيانة للمخ.
مش فشل. مش ضعف. هي بس مرحلة تهدئة لتكمل أقوى.

تاسعًا: كافئ نفسك، حتى على أبسط إنجاز

خلصت مشروع بسيط؟ اشترِ كوفي.
تعلمت مفهوم صعب؟ احضر فيلم.
خلصت 3 دروس متتالية؟ اخرج تمشى.

دماغك بيحب المكافآت.
لما تربط الإنجاز بالمكافأة، بيصير يتشوّق للإنجاز القادم.

عاشرًا: حط حلمك قدامك كل يوم

أنا كل يوم بفتح اللابتوب، بشوف صورة التطبيق اللي بحلم أبنيه، أو الموقع يلي ناوي أطلقه.
وبقول لنفسي: “هاد هو السبب، محمد، لا تنسى”.

أنت كمان، حط الحلم قدامك.
خليه واضح. مش بس “أصير مبرمج”… لا، حط صورة للشي اللي بدك توصله، واكتبه بعبارة قوية:

“أنا راح أبني تطبيق يخدم المسلمين حول العالم، ويكون مصدر دخل وفائدة.”

كل مرة تنزل همتك، طالع الورقة أو الصورة، واقراها.


خاتمة: طريق البرمجة مو سهل… بس ولا مرة كان مستحيل

خليني أقولها بصراحة، من قلب مبرمج جرّب كل شي:

اللي بيكمل في البرمجة مش الأذكى، بل الأكثر صبرًا.
اللي بيحقق حلمه مش اللي ما غلط، بل اللي وقع وقام، وضل يمشي.

وإنت؟
إذا وصلت لهون من المقال، فإنت شخص حقيقي، ناوي تستمر، وبدك تبني مستقبلك بيدك.

وصدقني، أنا معك. بكل خطوة.
وكل مرة تفقد فيها الحماس… ارجع لهالمقال، واقرأه، كأنه رسالة من محمد، أخوك، شريكك، يلي عاش كل كلمة كتبتها.

وإذا حبيت تتواصل مع مجتمع عربي مشجع للبرمجة، زور:

  • كود التطور
  • أو ابحث عن قنوات تيليجرام خاصة بالمبرمجين العرب.

خلي حماسك مش مجرد شرارة… خليه نار 🔥
وانطلق، لأن العالم ناطر يلي بيعرف يبرمج… ويكمل.


اكتشاف المزيد من كود التطور

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

Scroll to Top